وأشار المبعوث الصيني شيه شياو يان في حديث أدلى به لوكالة "شينخوا" الصينية للأنباء الجمعة إلى أن المعارك الدائرة في المدينتين قد لا تنتهى بين ليلة وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة، أهمها تعدد الجبهات، حيث يحظى الأكراد بدعم واشنطن، فيما يحظى الجيش السوري بدعم موسكو.
ولفت المبعوث الصيني النظر إلى أن "انخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية وسعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة"، يجعل الحسم في الرقة وحلب متعذرا للغاية في الفترة المنظورة على الأقل. واعتبر في هذا الصدد أن دعم الولايات المتحدة للأكراد لاسترداد الرقة من "داعش" يهدف في الأساس إلى إضعاف نفوذه والحد من سطوته، فيما يبقى السؤال: هل لدى الولايات المتحدة القادرة على تحرير الرقة نية حقيقية في دحر "داعش" والقضاء عليه؟
ولدى الحديث عن سياسات واشنطن المحتملة تجاه منطقة الشرق الأوسط عقب تولي ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني المقبل، رجح المبعوث الصيني تراجع الدور الأمريكي هناك بعد تسلم ترامب مقاليد الحكم في بلاده، نظرا لأنه سيركز بصورة أكبر على الوضع التجاري والاقتصادي المحلي الأمريكي.
وبصدد موقف الصين إزاء القضية السورية، أعاد المبعوث الصيني إلى الأذهان أن بلاده كانت في طليعة الدول التي دعت إلى حل الأزمة السورية بالسبل السياسية وبذلت قصارى جهدها في هذه الاتجاه، وطرحت مبادرة خاصة للتسوية في هذا البلد تعكس الحكمة الصينية.
وجدد التأكيد على تمسك بلاده بدور بناء يدفع بجهود التسوية السورية قدما، والعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يستند إلى الحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية.
المحللون الصينيون بدورهم، يؤكدون في هذا الصدد أن الرقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يعتبرها "عاصمة له" وأنه سيفقد أهم معاقله في سوريا إذا ما طرد منها، لأن ذلك سيعني بالنسبة إليه كـ"دولة" مزعومة نهاية لن تقوم له قائمة بعدها.
أما مدينة حلب التي تكتسب أهمية كبرى بالنسبة للجماعات المسلحة، فيصعب على الجيش السوري حسب المراقبين الصينيين استعادتها خلال فترة زمنية قصيرة، رغم الهجمات المتكررة التي يشنها بدعم من القوات الجوية الروسية على المسلحين المستمرين في القتال خارج المدينة لفك الحصار عن شرقها./انتهى/
تعليقك